نوال المتوكل ودنيا أبو طالب: رمزان للإصرار والتميز في أولمبياد باريس
تبرز المرأة العربية كنجمة تتلألأ في سماء مختلف التحديات، دومًا ما تكون رحلتها ملحمة من الإصرار والتفاني، تتخطى الحواجز وتثبت حضورها بقوة في جميع المحافل، فمن أرض الكنانة إلى سهول الشام، ومن رمال المملكة العربية السعودية إلى جبال المغرب الأقصى، تسطر المرأة العربية قصص نجاحها بحروف من ذهب، في هذا المقال نتحدث عن نجمتين أولمبيتين عربيتين، لم يخطفا فقط الأنظار في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، لكنهما أيضًا صارا حديث الصحف العالمية، هما نوال المتوكل ودنيا أبو طالب.
من هي نوال المتوكل؟
هي العداءة المغربية السابقة، تعتبر شخصية لا تُنسى في تاريخ الرياضة العربية والعالمية، وُلدت في 15 أبريل 1962، ودخلت التاريخ كأول امرأة من شمال أفريقيا تفوز بميدالية ذهبية أولمبية، وفي أولمبياد لوس أنجلوس 1984، فازت بسباق 400 متر حواجز، مما جعلها أيضًا أول امرأة مسلمة وأفريقية تحقق هذا الإنجاز، لم تنتهي رحلتها عند هذا الحد، حيث أنه بعد اعتزالها الرياضة، لم تتوقف نوال عن تحفيز الآخرين، حيث شغلت مناصب هامة في اللجنة الأولمبية الدولية وأسست سباقًا للنساء في المغرب يشارك فيه الآلاف، مما يعكس رؤيتها لأهمية الرياضة كوسيلة للتغيير الاجتماعي.
من هي دنيا أبو طالب؟
هي البطلة السعودية التي تحدت العقبات والتقاليد لتصبح رمزًا للإرادة والتحدي، وقد أظهرت أن الإصرار يمكن أن يكسر الحواجز ويحقق الأحلام، وُلدت عام 1997 وبدأت رحلتها في التايكوندو في سن الثامنة، تدربت سرًا مع الصبيان بسبب القيود المفروضة على المرأة السعودية في ذلك الوقت، وتمكنت من تحقيق إنجازات ملحوظة، بما في ذلك التأهل لأولمبياد باريس 2024، لتصبح أول سعودية تتأهل للأولمبياد عبر التصفيات.
مجلة فوغ العالمية تحتفي بنوال المتوكل ودنيا أبو طالب
سُلطت الأضواء على نجمتين أولمبيتين عربيتين، نوال المتوكل ودنيا أبو طالب، اللتان أثبتتا قوة وعزيمة المرأة العربية في أولمبياد باريس، وذلك لأن نوال المتوكل هي أول بطلة عربية مغربية تحرز الميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، لم تكن مجرد رياضية فائزة، بل كانت رمزًا للإنجاز والتمكين للمرأة في العالم العربي حينها، أما دنيا أبو طالب، فهي السعودية الأولى التي تتأهل للأولمبياد بجدارة خاصة، وقد شقت طريقها في عالم التايكوندو بشجاعة وإصرار، لذلك تم تسليط الضوء عليهما، وقد احتفت بهم مجلة فوغ العالمية عن طريق عمل جلسة تصوير لهما معًا، مغزاها يتلخص في تسليم شعلة اولمبياد الماضي للحاضر.
كيف ألهمت نوال المتوكل ودنيا أبو طالب النساء العربيات؟
هاتان البطلتان لم تكونا مجرد رياضيتين، بل تمثلان نموذجًا لإلهام لكل امرأة وفتاة تسعى لتحقيق أهدافها في مجتمع يحتفي بالرجال أكثر من السيدات، نوال ودنيا، بإنجازاتهما وتصميمهما، أثبتتا أن المرأة العربية قادرة على الوقوف في وجه التحديات والتألق على أعلى المستويات العالمية، لذلك في أولمبياد باريس 2024، لم تكن الميداليات هي الإنجاز الوحيد للعرب، بل كانت هناك إنجازات أخرى تتمثل في ظهور كل فتاة وامرأة عربية مثل نوال المتوكل ودنيا أبو طالب وإيمان خليف وسارة سمير وكثيرات غيرهن معلنين للعالم أن الإصرار والعزيمة لا يعرفان حدودًا، والمرأة العربية تستطيع أن تكون مصدر إلهام للأجيال القادمة، وقد الهمت إنجازات نوال ودنيا وغيرهن من المشاركات العديد من النساء العرب حول العالم، لأنهم اثبتوا أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي منصة للتعبير عن الهوية والثقافة والقيم، وصارت الكثيرات تود أن تشارك في المسابقات القادمة.
رياضيات عربيات على غلاف مجلة فوغ لعام 2024
تعم الصفحات الخاصة بإصدار يوليو وأغسطس من مجلة فوغ العالمية 2024، بالاحتفاء والاحتفال بالرياضيات العربيات، حيث نشرت المجلة عن السبّاحة واللاجئة السورية يسرى مارديني، التي لفتت قصتها الأنظار عالميًا بعد عرض قصة حياتها في فيلم “السباحتين” على نتفليكس منذ عامين تقريبًا، أيضًا كتبت المجلة كما عن السبّاحة المصرية فريدة عثمان، المشاركة في ثلاث دورات أولمبية سابقة بالرغم من عدم مشاركتها في هذه الدورة، لكن المجلة أرادت إظهار تفوق العربيات في مختلف الرياضيات.
في النهاية، نسأل أنفسنا: كيف ستؤثر قصص نجاح نوال ودنيا على مستقبل الرياضة النسائية في العالم العربي؟ والجواب هنا يكمن في الأمل والتطلعات التي زرعتها في قلوب الكثيرين، والتي ستستمر في إلهام النساء لسنوات قادمة، فكل من نوال ودنيا يمثلان مصدر إلهام للنساء والرياضيين في العالم العربي، إنجازاتهما تُظهر أن الأحلام يمكن أن تتحول إلى حقيق بغض النظر عن الصعوبات والتحديات، إنهما يُعتبران رمزين للتمكين والتفوق، وقد ساهمتا في تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية في مجال الرياضة.