منى الشبل المصممة التي قادتها الصدفة لصحوة العباءة السعودية
في عالم الأزياء، لا يكفي أن تكون مبدعًا وموهوبًا فقط، بل يجب أن تتقن أيضاً فن تصميم الأزياء، وينبغي أن تتسم بالشغف اللازم الذي يعد هو الوقود الدافع للتنقل بين الرؤى المختلفة والتي من شأنها تحويل الأفكار إلى قطع ملابس تلفت الأنظار وتعبر عن شخصية الوطن الذي تعيش فيه، وهذا ما لم تكن العباءة السعودية ببعيد عنه.
نتحدث في هذا المقال عن رائدة التصميم منى الشبل، تلك المرأة المبدعة التي قادها الشغف والصدفة إلى إحداث صحوة تجديدية في سوق العباءات السعودية بشكل خاص وعالم الأزياء المتنوع بشكل عام.
مُنى الشبل في سطور
هي أبنه المملكة العربية السعودية، ولدت في مملكة البحرين الشقيقة وعاشت في منطقة القُصيم، درست مجال التسويق الرقمي، وحصلت على شهادات فيها وكذلك تعلمت ما يُعرف بإدارة الابتكار في الولايات المتحدة الأمريكية. وعندما عادت إلى بلدها، وجدت نفسها صدفة مهتمة بعالم الأزياء، وذلك بعدما كانت تبحث عن ملابس تناسب ذوقها وشخصيتها وتحديدًا العباءات ولكنها لم تجد ما يُرضيها. اشتعل شغفها، وقررت دراسة تصميم الأزياء، بدأت بتصميم عبايات بأشكال وألوان وقصات مختلفة ومبدعة، ثم انتقلت إلى تصميم ملابس أخرى تجمع بين الكلاسيكية والعصرية، والعملية والفخامة.
ذيع صيتها، واشتهرت تصاميمها الجذابة، وثبتت أقدامها في ذلك العالم الزخم من المصممين والمصممات، حتى أن البعض بات يقول أن تصميمات مُنى الشبل تجمع بين الماضي والمستقبل. اهتمت المصممة مُنى الشبل بقسم العباءات، إذ أن الشريحة الأكبر من البنات والسيدات في السعودية يهمهم العباءات أكثر من أي زي آخر، لذلك عملت على تصميم عباءات عصرية بلمسة ساحرة تتمتع بالأناقة والذوق الرفيع.
وفي عام 2020، أطلقت مصممة الأزياء السعودية مُنى الشبل علامتها الخاصة، لتنطلق رحلتها في عالم الأزياء، وبعدها شاركت في مبادرة 100 براند سعودي، لتنهال عليها الإشادات المحلية والدولية، لتخطو نحو السوق العالمي. حظيت منى بالدعم اللا نهائي من قبل أهلها وأصدقائها وكذلك من جانب هيئة الأزياء السعودية، ولأنها تتسم بحب التعلم والمثابرة عملت على تطوير تصميماتها باستمرار لمواكبة الموضة العالمية.
تستمد الشبل تصميماتها من التراث السعودي وثقافته، فهي تستلهم الأفكار من البيئة السعودية، وذلك لأن كل منطقة في المملكة لها طابعها الخاص الفريد. تتميز تصميمات مُنى الشبل بالطابع العصري المواكب للموضة مع الامتزاج بالأصالة السعودية والتاريخ الطويل للمملكة.
كذلك وضعت مُنى تصوّر جديد للعباءة، وذلك عن طريق تحويلها من رداء أسود تقليدي إلى قطعة أزياء جريئة ومميّزة، وقد اضفت على كل تصميماتها لمسة من شخصيتها المنفردة المحبة للجمال.
لم تكن رحلة مُنى الشبل باليسرة أو السهلة في عالم الأزياء، فقد واجهت تحديات مثل جائحة كورونا، التي أثرت سلباً على قطاع الأزياء، ودفعته نحو التحول الرقمي والتسوق الإلكتروني للحد من الخسائر، كما أنها غيرت احتياجات المستهلكين، فأصبحوا يفضلون الملابس العملية والمريحة على الملابس الفخمة التي تستخدم في المناسبات الكبيرة، وكذلك أصبحت فكرة الاستدامة أكثر أهمية في قطاع الأقمشة.
مُنى الشبل والمشاركة في المعارض
شاركت المصممة مُنى الشبل في معرض 100 براند سعودي، وذلك بعدما تلقت مكالمة هاتفية من هيئة الأزياء السعودية، تحثها على المشاركة في هذا الحدث العالمي، وبالفعل قد استمعت لنصيحة الهيئة وشاركت بثلاث تصاميم من علامتها التجارية، أولها الجاكيت الخارجي المصنوع من الكشمير الخالص، والسترة “فيست”، بالإضافة إلى التنورة البليسيه مع الحزام.
كذلك تواجدت المصممة مُنى الشبل في كأس السعودية 2023 في المنطقة الشرقية، وحضرت تصميماتها على شكل قطع تتضمن لآلئ وأشكالاً ثقافية هندسية من البيئة البحرية، ولكن بلمسة عصرية.
ومن المتوقع أن تحل مُنى الشبل ضيفًا على أسبوع الموضة في الرياض، تستعرض فيه تصميمات علاماتها التجارية وتشارك فيه رحلة نجاحها التي بدأت بصدفة وانتهت بكونها واحدة من أهم المصممات السعوديات في العالم.