الأميرة سلمى بنت عبد الله رمز للطموح والإنجاز في الأردن
في عالم القصور والأبهة الملكية، تأتي تربية الأميرات كأحد أهم الجوانب التي تستحوذ على اهتمام البلاط الملكي، تربية الأميرات ليست مجرد تعليم للآداب والفنون الرفيعة، بل هي عملية معقدة تشمل تنمية القدرات الذهنية والبدنية والروحية لهؤلاء الشابات اللواتي يحملن على عاتقهن مستقبل الأسرة الملكية وربما الدولة بأسرها في لحظة ما، لذلك تبدأ رحلة تربية الأميرات منذ الصغر، حيث يتم تعليمهن اللغات، التاريخ، الفلسفة، والعلوم السياسية، إلى جانب الفنون كالموسيقى والرقص والرسم. ولا يقتصر الأمر على الجانب الأكاديمي فحسب، بل يشمل أيضًا تعلم القيم الأخلاقية والسلوكيات النموذجية التي تعكس الكرامة والنبل الملكي، وهذه حياة ممثالة لحياة الأميرة سلمى بنت عبد الله الثاني.
وفي هذا السياق، تلعب الأمهات الملكيات دورًا حيويًا في توجيه وإرشاد الأميرات، مستندات إلى خبراتهن وتقاليدهن العريقة. وتعتبر الرحلات الدبلوماسية والزيارات الرسمية جزءًا لا يتجزأ من التعليم الملكي، حيث تتعلم الأميرات كيفية تمثيل بلادهن والتعامل مع مختلف الثقافات والشعوب، وهذا بالضبط ما تلقته صاحبة السمو الملكي الأميرة سلمى بنت عبدالله في الأردن، في هذا المقال نتعرف أكثر على حياتها والبيئة المُحيطة بها.
تاريخ مولد الأميرة سلمى بنت عبد الله
وُلدت سموّ الأميرة سلمى في عمّان بتاريخ 26 أيلول 2000 أي أنها تبلغ من العمر 23 عامًا وعلى وشك إتمام ال 24 عامًا بعد شهرين، وهي الابنة الثانية لصاحبَيّ الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والملكة رانيا عبدالله.
نشأة وتعليم الأميرة سلمى بنت عبد الله
برزت في قلب المملكة الأردنية الهاشمية كشخصية استثنائية تجسد الطموح والتقدم للمرأة العربية، شقت طريقها نحو التميز والتفرد، مُحققةً إنجازات تُعد الأولى من نوعها في تاريخ الأسرة الهاشمية والمجتمع الأردني، تلقت الأميرة سلمى تعليمها الثانوي في مدرسة الأكاديمية الدولية في عمّان وتخرجت في عام 2018. واصلت مسيرتها الأكاديمية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة كاليفورنيا الجنوبية. لكن طموحها لم يقف عند هذا الحد؛ فقد التحقت بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وتخرجت في نوفمبر 2018 بعد إكمال دورة عسكرية تدريبية قصيرة، لتصبح بذلك أول فتاة أردنية تجتاز مرحلة التدريب الأساسي كطيار على طائرات الجناح الثابت.
و في 8 يناير 2020، قلد الملك عبد الله الثاني الأميرة سلمى جناح الطيران، تقديرًا لاجتيازها دورة الطيران ومتطلبات الحصول عليه، وإتمامها ساعات الطيران الأكاديمي والعملي. هذا الإنجاز لم يكن ليُحقق فقط للأميرة سلمى مكانة مرموقة في القوات الجوية الأردنية، بل كان أيضًا مصدر إلهام للشابات الأردنيات والعربيات لمتابعة أحلامهن في مجالات متنوعة وتحدي الصور النمطية.
الأميرة سلمى بنت عبدالله والموسيقى
ومع تقدم العصر، بدأت بعض الأسر الملكية في تبني أساليب تربوية أكثر حداثة، مع الحفاظ على الجوهر الملكي للتقاليد. فالتعليم لم يعد يقتصر على البلاط الملكي، بل أصبح يشمل الدراسة في جامعات عالمية مرموقة، والمشاركة في برامج تطوير المجتمع والأعمال الخيرية وكذلك الاهتمام بالجانب الإبداعي للأمير أو الأميرة، ولذلك نجد أن الأميرة سلمى بنت عبد إلى جانب إنجازاتها العسكرية، تُظهر الأميرة سلمى اهتمامًا بالثقافة والفنون، فهي موسيقية بارعة، وقد لفتت الأنظار بموهبتها الموسيقية عندما نشر الأمير الحسين مقطع فيديو يظهرهما وهما يعزفان معًا، بالإضافة إلى ذلك، قامت الملكة رانيا بمشاركة صورة لسلمى وهى تعزف على الجيتار، مما يبرز شغفها بالموسيقى في عزف مقطوعات مع أفراد عائلتها في المناسبات. تُعد الأميرة سلمى مثالًا يُحتذى به في الجمع بين الإنجازات الأكاديمية والعسكرية والثقافية، مُعززةً بذلك دور الشباب في بناء مستقبل مشرق للأردن.
الجانب الخيري في حياة الأميرة سلمى بنت عبد الله
تربية الأميرات في البلاط الملكي ليست مجرد إعداد للحياة العامة، بل هي تجهيز لهن ليكن قادرات على القيادة والتأثير في مجتمعاتهن والعالم، إنها رحلة تشكيل لشخصيات تحمل في طياتها الحكمة والشجاعة والرقي وحب الخير ونشره في المجتمع، كي تعكس الأمل في مستقبل مشرق للأجيال القادمة، وهذا ما تحرص عليه دومًا أميرة الأردن سلمى بنت عبد الله، حيث أنها شغوفة بالعمل الخيري ومساعدة الغير وذلك يظهر في أنشطتها المختلفة سواء مع الأطفال أو المرضى والمحتاجين أو مع مؤسسات المجتمع المدني الخيري.
الدور الملهم لسلمى بنت عبدالله لغيرها من النساء
تعتبر الأميرة سلمى بنت عبد الله رمزًا للعزيمة والإصرار، وهي تُجسد الروح الحديثة للمرأة الأردنية والعربية، تُعلي من شأن التعليم والتدريب المستمر، وتُثبت أن النجاح لا يعتمد على الألقاب فحسب، بل على العمل الجاد والتفاني في تحقيق الأهداف. إنها قصة إلهام حقيقية للنساء، تُظهر كيف يمكن للإرادة والتصميم أن تُحطم الحواجز وتُحقق الأحلام وأن المرأة ليست أقل من الرجل في شيء.
في النهاية بعدما تعرفنا على جوانب حياة الأميرة سلمى بنت عبد لله عن قرب، نكتشف أن حياة الملوك والأمراء ليست بالسهلة كما يتخيل البعض أو أنها فقط حياة رُصعت بالمجوهرات وأنواع الترف المختلف، لكنها حياة صعبة مليئة بالمهام والمحطات والتعاليم الصارمة والمسؤوليات الشاقة.