كيف حولت ميلاني الترك الحجاب إلى رمز للموضة العصرية

تتجلى الإبداعات في أشكال متعددة، تارة تكون في لوحة تخطف الأنفاس، وتارة في قصيدة تلامس الروح، وأحيانًا في شخصية تترك بصمتها في نفوس الآخرين وحياتهم، في هذا المقال نتحدث ميلاني الترك، هذه الشخصية الرائعة والناجحة على حد السواء، والتي تقدم لنا مثالاً يحتذى به في الصمود والتحدي وتمكين المرأة، تابعوا قراءة السطور التالية، حتى تتعرفوا عليها وعلى إنجازاتها عن قرب.

من هي ميلاني الترك؟

هي سيدة أعمال ومؤثرة اجتماعية، ولدت لأب لبناني وأم فلبينية، ولدت وترعرعت في ديترويت، ميشيغان، تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية وتحمل جنسيتها، لديها ماركة أزياء محتشمة ومواكبة للموضة للمحجبات، هذه العلامة تحمل اسم باسم هوت حجاب، فهي معروفة بشغفها بعالم الموضة والأزياء.

رؤية ميلاني الترك في الأزياء

تحاول ميلاني الترك من خلال علامة الأزياء الخاصة بها أن تحتفي بالحجاب العصري، وذلك عن طريق إعادة تعريف مفهوم الأناقة المحتشمة في الغرب، ولهذا السبب تحولت من محامية حقوق مدنية في دبي إلى رائدة أعمال في عالم الموضة في أمريكا، فهي لديها رسالة تحاول أن تصل بها إلى العالم أجمع.

رحلة ميلاني الترك في عالم الحجاب

في عام 2016، انتقلت ميلاني الترك إلى مدينة نيويورك الأمريكية، من أجل السعي وراء حلمها، لكن البداية لم تكن من هناك، بل كانت في 2015 في إيطاليا، حين ذهبت ميلاني تورينو لحضور اجتماع للأزياء المحتشمة في إطار القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي، وحينها كانت لديها بعض التصميمات لعلامتها التي أنشأتها في عام 2010، عرضت بعض الأوشحة كانت قد صُممت حديثًا، واشاد الحضور بتلك التصميمات الرائعة، مما دفع ميلاني لاستكمال المسيرة.
لكن ما يميز ميلاني ليس فقط منتجاتها، بل رؤيتها الشاملة للموضة المحتشمة، فهي تجمع بين شغفها بالعدالة الاجتماعية وحبها للموضة، مسعيةً لتطبيع الحجاب في المجتمع الغربي وبناء أول علامة حجاب عالمية.
وفي 2017، قامت بعمل جلسات تصوير لصالح العديد من المجلات العالمية، مما جعلها تلفت الأنظار، وفي عام 2019 قامت ميلاني بعمل جلسة تصوير، لكن هذه المرة كانت لصالح ذا موديست الشهيرة وذلك بعد أن قام الرئيس التنفيذي بإهدائها طاقم مذهل، وتمت الجلسة في مسقط رأسها، وكانت الجلسة ناجحة للغاية.

تنسيقات ميلاني الترك

ميلاني الترك ليست مجرد اسم في عالم الموضة، بل هي قصة إلهام وتحدي وإصرار، قصة امرأة تجاوزت الحدود والتوقعات لتصنع مكانًا للمرأة المسلمة في صناعة الموضة العالمية، وذلك لأنه بعد أن ثبتت علامتها التجارية في السوق الأمريكي والعالمي، بدأت شهرتها تتسع، لذلك قررت أن تستغل هذا الأمر وأن تقوم بمشاركة تنسيقات ملابسها اليومية، كذلك شاركت تنسيقات مختلفة للحجاب مثل الحجاب ذو النقشات المنقطة، وشاركت فساتينها الملونة للمناسبات، كما أنها أيضًا شاركت إطلالاتها للبحر، ولم تنسى الإطلالات النهارية أو المسائية.

أبرز تصميمات علامة هوت حجاب

نقشات مطبوعة: تعد الأوشحة ذات النقشات المطبوعة من أبرز ما تقدمه علامة هوت حجاب، تتنوع خاماته بين الشيفون والستان والحرير، يمنح كل من ترتديه مظهر راقي وأنيق، كما لو أنها فراشة تتألق في خفة ورشاقة.

طرح سادة: تتمايل طرحة الحجاب السادة من هوت حجاب على نسمات الهواء، مثل لوحة فنية تتدفق بألوانها السادة التي تعكس البساطة والرقي، حيث تضفي خامة الستان لمعانًا خفيًا يتلألأ تحت أشعة الشمس، بينما يضيف الشيفون طبقة من النعومة والخفة، كأنها غيمة تحتضن الوجه بلطف، هذه الطرحة ليست مجرد قطعة قماش، بل رمز للذوق الرفيع والأنوثة الصامتة التي تتحدث بلغة الجمال دون كلمات.

طرح البليسيه: هذا النوع من الطرح يتوفر بألوان سادة هادئة كلوحة فنية تعكس الذوق الرفيع، حيث تنساب خامة البليسيه بنعومة ورقي على الأكتاف، مانحةً إيحاءً بالأناقة والجمال الأخّاذ، هذه الطرحة تجمع بين العصرية والتقاليد بتناغم يخطف الأبصار، وفي كل طية ولمسة من البليسيه، تكمن قصة من الإبداع تروى بصمت عبر الأزمان.

مجموعة العروس: تقدم علامة هوت حجاب طرح خاصة للعروس وحفل الزفاف، تأتي هذه الطرحة بألوان الأبيض، الأوف وايت والبيج، تتميز طرح تلك المجموعة بأنها خفيفة كنسمة صيفية، تسمح للعروس بالحركة بسهولة ويسر، دون أن تشعرها بالحر أو تعيق حركتها، وتتسم بأنها ناعمة كحرير الأحلام، تلامس البشرة برفق، مانحة إحساسًا بالراحة والأناقة. وتتلائم الطرحة مع مختلف تصاميم فساتين الزفاف، سواء كانت كلاسيكية أو عصرية، مع إضافة لمسات من الدانتيل أو الزخارف الناعمة لتعزيز جمالها.

في النهاية، ميلاني الترك، بحضورها الطاغي وشخصيتها القوية، تمثل الإلهام لكل امرأة تسعى لترك أثر في هذا العالم، إنها تشعل فينا الشغف لتحقيق الذات وتجاوز الحدود المفروضة، إن قصتها تبعث فينا الأمل وتذكرنا بأن لكل منا قصة فريدة، قصة تستحق أن تُروى.