شهد الشهيل بصمة عالمية وأقمشة استثنائية
هناك العديد من المصممين والمصممات الذين يبدعون في إنشاء تصاميم فريدة وجذابة. ولكن من بين هؤلاء، هناك مصممة أزياء تتميز بأسلوبها الخاص ورؤيتها الفنية، ابدعت وابتكرت وصنعت ملابس من خامات مستدامة. إنها شهد الشهيل، التي تعتبر واحدة من أشهر المصممات في العالم. في هذا المقال، سنتعرف على قصة نجاحها وإنجازاتها وتحدياتها في مجال الأزياء.
درست شهد السهيل دراسة الأعمال وحصلت على درجة الماجستير فيها من جامعة هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية، لكنها سرعان ما اكتشفت أنها تريد توجيه اهتمامها نحو نشاط تجاري يكون قائم على خدمة الآخرين والعطاء لهم، وقادها عملها الدؤوب إلى الحصول على زمالة من صندوق الإستثمار”أكيومن” الغير ربحي، ومكانتها تلك الشهادة من استخدام خبراتها في مجال الأنشطة التجارية لتعزيز المشاريع الاقتصادية التنموية في البلدان المحتاجة. وقد سافرت إلى أماكن بعيدة مثل رواندا وأرمينيا لتقديم الدعم لهم. ولكن عندما كانت شهد تعيش في الهند لمدة عام شاهدت حادثة وطنية مأساوية لمصنع ملابس، بدأت تهتم بعالم الأزياء بعدها واتخذت خطواتها الأولى في هذا المجال، فيمكننا القول بأن تلك الحادثة كانت مصدر إلهام ودافع قوي للمصممة السعودية شهد الشهيل كي تتجه بخطى سريعة نحو عالم الأزياء.
رأت شهد الشهيل ذلك المصنع وهو يحترق وينهار في ثواني معدودة، وبينما تشاهد المأساة وتتابع أعداد القتلى والجرحى، ومضت في سماء فكرها سؤال بسيط “ماذا لو أن قميصي الذي ارتديه قد صُنع في ذلك المصنع؟ “، بدأت بعدها على الفور البحث عن قطاع أعمال الأزياء، اردات فهمه ومعرفة ماهية سلاسل التوريد الذي يقوم عليه، ببساطة دفعها ذلك الحادث الأليم إلى تعلم كل شيء عن قطاع الملابس والأزياء ومن ثم أيضًا الموضة.
أسست شهد الشهيل شركة بعنوان “بروجكت جَست”، بهدف استخدام أكثر الأساليب التكنولوجية تطورًا لتفعيل مبدأ المسائلة والشفافية في عالم سلاسل التوريد المعقد.
صادف ذلك بدايات حركة الاستدامة في عام 2013 ولم يكن الأمر مهمًا أو معروفًا كما هو الحال في أيامنا هذه، لذا حاولت شهد الشهيل عبر شركتها الناشئة إقناع شركات أخرى في مجال الموضة والأزياء تبني فكرة الاستدامة ودمجها في إنتاج وتصميم الملابس والأزياء، لكن مع حداثة الفكرة لم يشجعها أحد وقد رفض أغلبهم ذلك المشروع.
لم تستسلم المصممة السعودية، ففي عام 2018 قررت تبني تلك الفكرة وذلك المشروع بنفسها، قررت أنها لن تنتظر أحد وبالفعل أنشأت علامة أباديا الخاصة بها.
أباديا علامة أزياء عصرية مُستدامة
إن علامة أباديا قد تم إنشاءها في الأساس لمزاولة نشاطها بالطريقة الصحيحة وتقدِّم الدعم للحرفيين وتبيع منتجاتها بسعر متزن، بالإضافة إلى استخدام أقمشة استثنائية من خامات مستدامة وصحية لا تضر البيئة أو البشر.
بمعنى أن الملابس المستدامة هي تلك التي تنتج بطريقة تحترم البيئة والمجتمع والاقتصاد. تشمل هذه الطريقة استخدام مواد طبيعية أو معاد تدويرها، وتقليل استهلاك المياه والطاقة والنفايات، وضمان شروط عمل عادلة وآمنة للعمال. الملابس المستدامة تساهم في حماية الكوكب من التغير المناخي والتلوث، وتحسين حياة الناس الذين يصنعونها ويستخدمونها.
يختلف الأمر في أباديا عما هو متعارف عليه في أغلب علامات الموضة، ففي العادة حينما يتم إصدار مجموعة ملابس جديدة يُطلق عليها اسم معين من قبل مصممها، قد يكون اسم لفصل من فصول العام، قد يكون قد اسم يرتبط بمناسبة ما أو حدث سنوي، لكن شهد الشهيل لا تتبع هذا النمط في علامتها، فهي تُعطى رقمًا لكل مجموعة بدلًا من الأسم.
أيضًا تتبنى علامة أباديا شعارًا مبتكرًا وهو “اشتر ما تشاهده الآن”، وقد وقع اختيار المصممة شهد على هذه الجملة لأنها تُضفي مزيدًا من المصداقية لدى المشتري، وكذلك لأنها تعمل على زيادة المبيعات الخاصة بالعلامة بنسبة تتراوح من 30% إلى أكثر من ذلك وهو ما يحتاج إلى الإبداع في كل خطوة.
خصصت شهد الشهيل موقع إلكتروني خاص بعلامة أباديا، يمكّن المشتري من تصفح التصميمات المختلفة ومقارنتها ببعضها البعض كما يُتيح لهم التسوق، والحقيقة أن أكبر عدد من رواد هذا الموقع من المملكة العربية السعودية ثم الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى شريحة كبيرة من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يؤكد أن تصميات شهد الشهيل تُلاقي إقبال دولي كبير.
ادى ذلك النجاح إلى مشاركتها في الكثير من معارض وأسابيع الموضة المحلية والدولية، وزادت شهرتها واتسعت رقعة علامتها التي ستكون حاضرة بتصميماتها المبهرة في أسبوع الموضة في الرياض لأول مرة، المقام في الفترة من 20 إلى 23 أكتوبر الحالي. وأخيرًا تحرص مصممة الأزياء البالغة الشابة على إبراز علامتها الفاخرة ذات الطابع الأخلاقي من خلال إضافة لمسة عصرية إلى الحرف التقليدية. مع وضع صورة البدو المعاصرين نصب عينيها ، فإن تصميماتها الإبداعية تصبح عبارة عن قطع فريدة تربط بين التاريخ والرقي والأناقة بينما تحافظ على البيئة بخامتها المستدامة