الموضة,  مشاهير

أغلى ملابس في العالم: قصص حطمت الأرقام القياسية في المزادات العالمية

في زحمة الحياة اليومية وتقلباتها، تظل الهوايات ملاذًا يلجأ إليه البشر للتعبير عن أنفسهم وإيجاد السلام الداخلي، إنها تلك الأنشطة التي نمارسها لمجرد الاستمتاع بها، بعيدًا عن ضغوط العمل والمسؤوليات، من الرسم إلى الغناء، ومن الكتابة إلى الرياضة، ومن جمع الطوابع إلى اقتناء أشهر قطع الأزياء وأغلاها ثمنًا، تتنوع الهوايات لتعكس طيفاً واسعاً من الميول والشغف الإنساني، في هذا المقال، سنستكشف هواية جديدة يمتلكها البعض، وهي اقتناء أشهر وأغلى قطع الأزياء في العالم، لأن هناك من يجدون سعادتهم في جمع القطع النادرة التي تحكي قصصًا عبر الزمان، سنحكي عن تلك القطع وعن الأسباب التي جعلتها الأغلى في المزادات.

أغلى قطع الملابس في العالم

فستان الانتقام
في ليلة مضيئة من ليالي عام 1985، حيث الأضواء تتلألأ في البيت الأبيض، كانت هناك أميرة تخطو خطواتها بكل ثقة وجمال، إنها الأميرة ديانا، التي أبهرت العالم بإطلالتها الساحرة، مرتدية ثوباً يفيض بالقوة والجاذبية، ثوباً لم يكن مجرد قطعة قماش، بل رمزاً للتحدي والتمرد، أُطلِقَ عليه “فستان الانتقام.”

هذا الفستان، الذي شهد لحظات تاريخية في مقابلة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان، لم يكن ليُنسى بسهولة، فقد تحول من مجرد زيّ إلى حكاية يتناقلها الناس، حكاية تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والمعاني. وبعد سنوات من تلك الليلة الخالدة، وجد الفستان طريقه إلى قاعة المزاد، حيث تنافس المزايدون على اقتنائه، وأُغلق المزاد على مبلغ يعكس قيمته التاريخية والعاطفية، 360,000 دولار أميركي، ليستمر الفستان في سرد قصته لأجيال قادمة.

سترة الخروف الأسود
ظهرت الأميرة ديانا بأناقة ملفتة في 1981، مرتدية سترة زاهية تحمل رسم الخروف الأسود، وهي تشجع مباراة بولو، كانت تلك اللحظة ليست فقط لافتة للأنظار، لأن السترة كانت تحفة فنية من تصميم سالي موير وجوانا أوزبورن، تميزت بتصميمها الجريء والفريد، حيث تزينت بخروف أسود وسط قطيع من الخراف البيضاء، على خلفية اللون الأحمر الجريء، وقد حملت السترة اسم العلامة التجارية. Warm & Wonderfulوهو اسم يعكس جمالها ودفئها

بعد عقود، وجدت هذه السترة طريقها إلى قاعة المزادات في “سوذبي” بنيويورك، حيث أصبحت محط الأنظار في مزاد أيقونات الموضة، وبعد مزايدة مثيرة استمرت لخمس عشرة دقيقة، بيعت السترة بمبلغ يفوق المليون دولار، محطمةً الأرقام القياسية ومتوجةً كأغلى سترة تُباع في أي مزاد علني في العالم.

فستان فيلم The Wizard Of Oz
خطفت جودي غارلاند الأنظار في الساحر أوز عام 1939، حيث تألقت بفستانها الأزرق الساحر، هذا الفستان، الذي أصبح رمزًا للعصر الذهبي لهوليوود، وجد طريقه إلى مزاد نيويورك العلني في عام 2015، حيث بيع بمبلغ خيالي قدره 1.6 مليون دولار أمريكي، ليدرك الجميع أن الفستان ليس مجرد قطعة قماش، بل إرث من الذكريات والأحلام التي تجسدت في خيوطه.

فستان مارلين مونرو في عيد ميلاد كينيدي
في ليلة لا تُنسى من ليالي مايو عام 1962، كانت هناك أيقونة تتألق برفقة الرئيس الأمريكي، إنها مارلين مونرو، النجمة التي أضاءت عيد ميلاد جون كينيدي بصوتها العذب وفستانها البرّاق في العام نفسه، وكان الفستان يفوق الخيال، مُطرز ب 2500 قطعة من الكريستال، كل منهما تعكس الضوء والأناقة، وكأنه نسج من خيوط الفجر الأولى وزين بالنجوم من السماء.

لكن بعد مرور ثلاثة أشهر من تلك الليلة، رحلت النجمة الساطعة صاحبة الفستان، وتحول الفستان إلى أثر يُقدّر بثمن، يحمل ذكريات ساحرة، وعندما طُرح في المزاد، كان الجميع يعلمون أنه ليس مجرد قطعة قماش، بل هو تحفة فنية وآخر ما تبقى من ذكرى الفنانة.

بيع الفستان لأول مرة في مزاد علني عام 1999 مقابل 1.3 مليون دولار، وكان المشتري حينها هو رجل الأعمال الراحل مارتن زيويغ، لكن بعدها ب 12 عامًا، ظهر مرة أخرى في مزاد علني في عام 2011، وبعد منافسة شديدة، وجد الفستان طريقه إلى قلب مُحبّ ومُقدّر للفن، بمبلغ يناهز الـ4.8 مليون دولار، ليُسجّل اسمه في موسوعة غينيس كأغلى فستان يُباع في مزاد علني.

فستان فيلم Breakfast at Tiffany’s
أضاءت الفنانة الساطعة “أودري هيبورن” عام 1961 شاشة السينما بأدائها الخالد في دور “هولي غولايتلي” بفيلم “Breakfast at Tiffany’s”. ومن بين لحظات الفيلم الأيقونية، كان ظهورها المبهر بفستان “جيفنشي” الأسود الذي صار رمزًا للأناقة الخالدة، هذا الفستان، الذي أصبح جزءًا من تاريخ الأزياء، لم يُنسَ بعد عرضه في المزاد العلني حيث حقق مبلغًا خياليًا قدره 807,000 دولار أمريكي، متجاوزًا كل التوقعات بستة أضعاف القيمة المقدرة، ليؤكد أن الفن والأناقة لا يعرفان حدودًا لقيمتهما.

فستان مارلين مونرو الأبيض الشهير
تألقت مارلين مونرو، النجمة الخالدة، بفستانها الأبيض الراقص على أنغام الهواء المنبعث من شبكة المترو، في مشهد سينمائي أيقوني من “هرشة السنة السابعة”، ظهرت وكأنها رسمة على لوحة فنية، هذا هو الفستان الذي أصبح رمزًا للأناقة والجاذبية، وجد طريقه إلى قاعة المزادات، حيث حظي بإعجاب الجماهير والمقتنيين، ليُباع بمبلغ يناهز الـ 4.6 مليون دولار في قلب مدينة لوس أنجلوس.

كان هذا الفستان جزءًا من مجموعة نفيسة من تذكارات الفن الراقي التي أمضت ديبي رينولدز، الممثلة المحبوبة، عقودًا في جمعها، آملةً في تخليد هذه القطع في متحف خاص، لكن عندما واجهت الأحلام عقبات المال، وجدت رينولدز نفسها أمام قرار صعب، وهو التخلي عن هذه الكنوز الفنية التي تجاوزت قدرتها على الاحتفاظ بها ورعايتها، وهكذا انتقل الفستان الأبيض الساحر من خزانة الذكريات إلى عالم الأضواء مرة أخرى، ليشهد على تاريخ فني غني وعلى قصة نجمة لن تُنسى.

سترة مايكل جاكسون
في رحلة النجم مايكل جاكسون الأولى، والتي استمرت على مدى ستة عشر شهرًا، مر فيها على خمس عشرة دولة، ظهر “مايكل جاكسون” بأبهى حلة، متألقًا بسترة الجلد القرمزية التي تنطق بالحياة، تلك السترة التي شهدت على لحظات لا تُنسى، وجدت طريقها إلى قاعة المزاد، حيث تنافس المعجبون والجامعون على اقتنائها، لتُباع أخيرًا بمبلغ يناهز الثلاثمائة ألف دولار، كتذكار خالد لأيقونة لا تُمحى من الذاكرة.

زي فيلم ELF
تحت أضواء خافتة وأنظار متلهفة في ليلة مزاد كلاسيكية، كانت هناك قطعة من التاريخ السينمائي تستعد للرحيل، “ويل فيريل”، النجم الذي أضحك العالم في “Elf”، أعلن أنه لن يعود للشخصية الأيقونية التي أحبها الجمهور، بذلك، ترك زيه الأخضر الشهير، الذي كان يومًا مصدر بهجة وضحكات، يبحث عن مالك جديد.

التوقعات كانت محدودة، بين أرقام تتراوح في العادة بين حوالي 27,600 و 40,000، لكن القدر كان له رأي آخر في لحظة غير متوقعة، وبين دقات قلب المزايدين، صُدم الحضور برقم خيالي. زي “Elf”، الذي لطالما كان رمزًا للفرح، قد بيع بمبلغ يفوق الخيال، 296،702 دولار أميركي، لحظة تاريخية، حيث تجاوزت قيمة القطعة القماشية كل التوقعات.

جاكيت Buzz Aldrin’s Apollo 11
أُسدل الستار على صفحة من صفحات التاريخ الفضائي في حفل مزايدة رفيع المستوى بأروقة دار سوثبي العريقة، وذلك بإتمام بيع سترة الرحلة الأولى لباز ألدرين إلى القمر عام 1969، وقد بلغت قيمة السترة المزخرفة بتاريخ البشرية الفضائي مبلغًا خياليًا وصل إلى 2.8 مليون دولار، وهي مصنوعة من نسيج فريد يتحدى اللهب، تمامًا كما تحدى ألدرين تحديات الفضاء الخارجي.

أغلى إكسسوارات بيعت في العالم

حذاء القمر
تم عرض حذاء القمر الذي صُنع بأيدي الحرفي الأسطوري بيل باورمان، لقد تجاوزت هذه الأحذية حدود الزمان والمكان، فقد تم تصميمها خصيصًا لأولمبياد 1972، وبعد عقود من الزمن، وجدت طريقها إلى قلب مزاد سوثبي، حيث بيعت بمبلغ مذهل قدره 437,500 دولار، هذه الأحذية ليست مجرد ملابس رياضية، بل هي رمز للإبداع الإنساني وشغف الإنجاز الذي لا يعرف الحدود.

حقيبة ترى بالعين المجردة فقط
في عالم الأزياء حيث الإبداع لا حدود له، تبرز حقيبة فريدة من نوعها، تلك التي خرجت من رحم الخيال لتتجسد في الواقع، مستلهمة من تحفة لويس فيتون الأيقونية، هذه الحقيبة الصغيرة، التي أبدعتها أنامل فناني مجموعة MSCHF ببروكلين، لم تكتفِ بمجرد كونها تحفة فنية، بل تجاوزت ذلك لتصبح حديث المدينة بعد أن بيعت بأكثر من 63 ألف دولار، تتألق بلون النيون الأخضر الساطع، وتتفرد بحجمها الذي يكاد يكون خفيًا، فلا يمكن رؤيتها إلا من خلال عدسة المجهر، مما يجعلها من أغلى قطع الإكسسوارات في العالم.

حقيبة هيمالايا بيركين
وجدت حقيبة هيرميس الهيمالايا بيركين طريقها إلى الأضواء في مزاد عريق بمدينة هونج كونج، حيث تم بيعها بمبلغ يفوق الخيال، 380 ألف دولار، تلك الحقيبة التي تشع بياضًا كثلوج الهيمالايا، مصنوعة بحرفية من جلد التمساح النفيس، ومزينة بأبزيم وقطع معدنية تتلألأ بالألماس، معتمدة في تصميمها على الذهب الأبيض الخالص، لتكون تحفة فنية تجسد الفخامة والرقي.

في النهاية، هناك أناس يتمتعون بشغف لا يُقاوم تجاه الأشياء الفريدة، لا يترددون في إنفاق مبالغ طائلة لامتلاكها، تلك المقتنيات، ومنها الملابس العتيقة والإكسسوارات، تزداد قيمتها مع مرور الوقت، لا تتلاشى أهميتها بل تتعاظم، مدفوعةً بعوامل متعددة ككونها ذات يوم جزءًا من حياة شخصية معروفة، أو لكونها الإصدار الأول من ماركة تجارية مرموقة، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بهذه الرحلة الغير تقليدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *