عرض أزياء شانيل 2025: لمسات فنية على منصة قصر غارنييه الأسطورية

في أروقة واحدة من أكثر المعالم الثقافية شهرة في باريس بل والعالم، وبين أحضان تحفة معمارية تجسد الأناقة والفخامة الباريسية اُقيم أول حفل لدار الأزياء المعروفة شانيل بعد رحيل المديرة الإبداعية فيرجيني فيارد، وذلك لعرض مجموعة خريف وشتاء 2024-2025 الراقية ضمن برنامج اليوم الثاني من فعاليات أسبوع باريس للخياطة، ففي رحلة اختلطت تفاصيلها بواجهة الأوبرا الرخامية الرائعة والزخارف الغنية التي تزين كل ركن من أركانها وبين الحزن والأسى على مديرة الدار التي اعلنت تخليها عن مهامها، اٌقيم واحد من أفضل عروض شانيل على الإطلاق، في هذا المقال نأخذكم في رحلة إلى عصر الباروك حيث توحي تفاصيل قصر وأوبرا غارنييه لنكتشف معًا المجموعة الجديدة لشانيل.

نبذة عن مجموعة أزياء شانيل الجديدة 2025
في هذه المجموعة، ينسج عالم الأزياء الفاخرة والأوبرا معًا بانسيابية، الريش والشرابات والكابوشون والزهور المطرزة والضفائر الثمينة والجيرسي اللامع والتويد المرن والمخمل الحريري والتول الساحر والتفتا والساتان الدوقي، كلها خامات راقية تشع بالفخامة والأناقة. الأحجام تتسم بالشفافية، والأكمام بالانتفاخ، والكشكشة مطوية بعناية فائقة. تبرز المجموعة بتطريزها الفخم، مانحةً رموز الدار طابعًا رومانسيًا عابقًا.

من الفستان الأسود إلى فستان الزفاف
بدأ العرض بظهور فيتوريا سيريتي وهي تتألق بعباءة أوبرا سوداء فاخرة من القماش التفتا، مع إطارات الكشكشة، أما في ختام العرض أضفت أنجلينا كيندال لمسة من الروعة بفستان زفاف أبيض ضخم من التفتا، يعيد إلى الأذهان فستان الزفاف الأيقوني للأميرة ديانا.

جولة إلى أزياء شانيل 2025
تتألق هذه المجموعة بروح مختلفة، إذ أنها تحمل في طياتها إرث فيرجيني فيارد وتستمر في ترسيخ مكانة الدار العريقة في عالم الأزياء الفاخرة. بعد رحيل فيارد، يبدو أن استوديو تصميم الأزياء في قصر غارنييه قد احتضن التحدي بكل جدارة، مقدمًا مجموعة تمزج بين الأناقة الكلاسيكية والطابع المسرحي الجريء.

كذلك تتميز المجموعة بتطريزها الغني والدقيق، الذي يضفي لمسة رومانسية على رموز الدار التقليدية، مع إضافة تفاصيل مبتكرة تعكس الجرأة الإبداعية والحرية التي تشتهر بها شانيل. تتناغم الأزياء مع عوالم الأوبرا، مستلهمة من الأجواء الفنية الرفيعة التي يوفرها قصر غارنييه، مما يعزز من الطابع الفني للمجموعة.

أزياء شانيل لخريف وشتاء 2024\2025 بين الحشمة والأناقة
على الرغم من الطابع الرسمي اللامع للعارضات في ذلك العرض، واللاتي زُينت تسريحات شعورهن المرفوعة إلى الخلف على شكل ذيل حصان مع شريطة سوداء فخمة، كانت هناك نفحة من الراحة تسود الأزياء مثل القمصان والفساتين الأنيقة المحتشمة، والجواكت التويد الكلاسيكية من شانيل، والبنطلون الجيرسيه الذي يحمل بصمة المؤسسة. مثل تلك الأزياء التي ارتدتها غابرييل “كوكو” شانيل في فيلم “Le Train Bleu” عام 1924. استمتع فريق الاستوديو بالتجريب، مستخدمين قميصًا مصقولًا بنجاح متفاوت، ولكن الإطلالة الأكثر جاذبية كانت الفستان البيج الفضفاض مع صدرية مرصعة بالكريستال ومزينة بريش النعام الأبيض الناعم.

نهاية أسطورية لعرض شانيل العالمية
في ختام مقالنا نصل إلى نهاية عرض مجموعة شانيل لخريف وشتاء 2025، التي أقيمت في قصر غارنييه، نستطيع القول إن العرض كان تجسيدًا للفخامة والأناقة التي تميز دار شانيل. استطاعت الدار أن تمزج بين الطابع المسرحي والرومانسي، مقدمةً تصاميم تحاكي عوالم الأوبرا والأزياء الراقية، فالمجموعة تميزت بتطريزها الغني واستخدامها لأقمشة فاخرة كالتويد والمخمل الحريري، مع لمسات من الريش والترتر، تعكس الكلاسيكية الفخمة التي تشتهر بها شانيل. وقد أضافت الألوان الزاهية كالبنفسجي والأزرق والأحمر، إلى جانب الأسود والأبيض التقليديين، بُعدًا جديدًا على المجموعة، مع تنوع في الأقمشة من الشفاف إلى الفينيل الشبابي والمشاكس.

أما الإكسسوارات، فقد كانت اللمسة النهائية التي أكملت الإطلالات، مع فيونكا الشعر الكبيرة وصنادل الكعب الكلاسيكية. واختتم العرض بإطلالة العروس الفينتج الأنيقة، التي تميزت بأكمام منفوخة وأزهار بيضاء ثلاثية الأبعاد.

بلا شك، قدمت شانيل مرة أخرى مجموعة تحتفي بالتراث والحداثة، وتؤكد على مكانتها كرائدة في عالم الأزياء الراقية.

ومن قلب قصر غارنييه، أثبتت أن الأزياء ليست مجرد ملابس نرتديها، بل هي فن يحاكي أعمق تعابير الجمال والإبداع.

وأخيرًا هذا العرض الاسطوري يُذكرنا بأن أوبرا غارنييه اليوم مركزًا للفنون الأدائية، حيث تستضيف مجموعة متنوعة من العروض الفنية من الأوبرا والباليه والحفلات الموسيقية. وتُعتبر زيارة الأوبرا تجربة لا تُنسى، تُتيح للزوار الانغماس في عالم الفن والجمال والتاريخ الغني لهذا المعلم الباريسي العريق.