يوم العلم الإماراتي بين الألوان الزاهية والتاريخ العريق
في فجر يوم يزهو بألوان الفخر والوطنية، يتجلى علم الإمارات العربية المتحدة على منصات الوطن، يرفرف عاليًا كرمز للوحدة والتلاحم بين أبنائه، يُشرق يوم العلم الإماراتي كمناسبة تحمل في طياتها معانٍ عميقة من الحب والانتماء لهذه الأرض الطيبة، ويجمع قلوب الشعب تحت راية واحدة تلخص تاريخًا من البطولات والإنجازات، هو يوم تتوحد فيه الأيادي وتلتف الأذرع حول علم يروي قصة أمة شقت طريقها نحو المستقبل والتقدم بعزم وثبات، وبينما تلامس نسائم الصباح حواف الأعلام المرفرفة، تتردد أصداء الحب والولاء في أرجاء الوطن، كأنها نغمات نشيد يعزفه الجميع بفخر واعتزاز، لذا في هذا المقال نستكشف معًا القصة وراء هذا العلم ونستحضر فيه ذكريات المجد ونستشرف من خلاله آفاق الطموح التي لا تعرف حدود.
ميثاق العلم الإماراتي
العلم هو عز الوطن وشرفه، يُرفع بفخر من قبل المخلصين للوطن والمقيمين المحبين لهذه الأرض المعطاء، رمزًا للهوية الوطنية ومشاعر الوفاء والفداء، ينص ميثاق العلم على أن يُرفع فوق المباني الحكومية والرسمية، الفنادق، أبراج المراقبة في المطارات والموانئ، الأندية، المدارس والجامعات، المنازل، وعلى كل سطح، كما يوضع كشعار للدولة فوق كل ما يُصنع فيها، وما ينتمي إليها، ويظهر فوق الوثائق الرسمية والمواقع الإلكترونية والمطبوعات كدليل للفخر الوطني والانتماء، كذلك يرتفع العلم الوطني فوق سفارات الدول ليعبر عن عزة الدولة، وفوق صواري المؤسسات التعليمية ليعرف الأبناء معنى الولاء وأهمية رمزية هذا العلم. أيضًا يشير الميثاق إلى أن العلم يُرفع كرمزًا للوحدة والإخلاص للأرض، ليشعر الجميع بالأمان تحت راية واحدة، وليوضح معنى السيادة والاستقلالية التي يتمتع بها الوطن بفضل سواعد أبنائه، كتعبير عن الحرية والسيادة والكرامة الوطنية والإنسانية.
معلومات عن العلم الإماراتي
أولًا الألوان والرمزية
الأحمر: يمثل القوة والشجاعة، ويشير إلى سلالة الأجداد وتراثهم.
الأخضر: يرمز إلى الأمل، التفاؤل، والرخاء.
الأبيض: يرمز إلى السلام والنقاء.
الأسود: يعبر عن القوة ويعبر عن التغلب على الصعاب.
ثانيًا مصمم العلم
تم تصميم علم الإمارات من قبل الشاب عبد الله محمد المعينة، والذي فاز بتصميمه في مسابقة وطنية عام 1971.
ثالثُا تاريخ العلم
تم رفع العلم لأول مرة في 2 ديسمبر 1971، وهو اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، للاحتفال باتحاد الإمارات السبع.
رابعًا مواصفات العلم
العلم مستطيل الشكل، ويتكون من أربعة ألوان بتوزيع معين: الأحمر يمتد عموديًا على الجانب الأقرب للسارية، بينما الثلاثة ألوان الأخرى (الأخضر، الأبيض، الأسود) ترتب أفقيًا بجانب اللون الأحمر.
الاحتفال بيوم العلم الإماراتي
يتم الاحتفال بيوم العلم الإماراتي في 3 نوفمبر من كل عام، حيث يقوم الجميع برفع العلم وتزيين المباني والمنازل بالأعلام.
قصة يوم العلم الإماراتي
في الثاني من ديسمبر من عام 1971، تبلورت قصة جديدة في قلب قصر الجميرة في دبي، حين اجتمع أصحاب السمو حُكام الإمارات السبع ليُعلنوا عن انتخاب المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” رئيساً للدولة، وإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي تلك اللحظة التاريخية، ارتفع علم الإمارات لأول مرة على سارية القصر، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لهذه المناسبة العظيمة، ومنذ ذلك الحين، استقبل العالم العربي والمجتمع الدولي دولة الإمارات كدولة ذات سيادة، تسعى للحفاظ على استقلالها وأمنها واستقرارها.
دولة تلتزم بالدفاع عن نفسها وحماية حقوق وحريات شعبها، وبكونها دولة عربية مسلمة، تدعم القضايا العربية والإسلامية، وتُمدّ يد الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب، استناداً إلى مبادئ الجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية.
لذلك كانت تلك اللحظة بمثابة فصل جديد من قصة مشرقة، تتجسد فيها قوة الإرادة وعظمة الروح الوطنية التي سطرت تاريخاً من العزة والكرامة، واصبح مخصص لها يوم للاحتفال.
القواعد الذهبية للعلم الإماراتي
هناك بعض القواعد الذهبية التي تُعبر عن احترام وعزة الوطن، لنحافظ على علمنا دائمًا نظيفاً ومكويًا، لأنه رمز الفخر والكرامة، دومًا من الواجب استبداله بانتظام لضمان بقاء ألوانه زاهية ورونقه متألقاً، والتأكد من سلامته بعد هبوب العواصف الشديدة، وفي حال تمزقه، يجب إنزاله برفق وطيه وتخزينه بعناية أو إعادة تدويره.
كذلك يُمنع بشدة إهانة العلم أو تمزيقه، كما يجب ألا يُعلق أو يُرفع في وضعية أدنى من أي علم أو راية أخرى، وعند عزف النشيد الوطني ورفع العلم، ينبغي على الجميع الوقوف مواجهين له احتراماً وتقديرًا.
أيضًا يؤدي العسكريون وأفراد الأمن التحية العسكرية للعلم عند رفعه، في إشارة إلى التزامهم بحماية الوطن ورموزه. بهذه الإرشادات نُرسخ في قلوبنا حب الوطن ونحتفي بعلامة السيادة والكرامة.
فعاليات يوم العلم في الإمارات
- رفع العلم: يتم رفع علم الإمارات على المباني الحكومية، المدارس، الجامعات، المنازل، والمؤسسات الخاصة.
- الاحتفالات المدرسية: تُنظم المدارس فعاليات لتعليم الطلاب أهمية يوم العلم، ويتضمن ذلك الأنشطة الفنية، والألعاب، والعروض المسرحية.
- المسيرات الوطنية: تُقام مسيرات وطنية في الشوارع تضم المواطنين والمقيمين الذين يحملون الأعلام ويرددون الأناشيد الوطنية.
- الحفلات الموسيقية: تُنظم حفلات موسيقية تؤدي فيها الفرق الوطنية الأغاني والأناشيد التي تحتفي بالوطن وعلمه.
- تزيين المباني: يتم تزيين المباني بالأعلام والأضواء الملونة بألوان العلم الإماراتي، مما يضفي على المدن طابعًا احتفاليًا رائعًا.
- المسابقات الثقافية والفنية: تُنظم مسابقات تهدف إلى تعزيز الثقافة الوطنية والفنية بين الشباب والأطفال.
- الخطابات الرسمية: يتحدث المسؤولون الحكوميون عن أهمية يوم العلم وقيم الوحدة والفخر الوطني في خطابات رسمية.
- الفيديوهات التوعوية: تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات توعوية تشرح تاريخ العلم وأهميته.
حملة ارفعه عاليًا
هذه حملة اطلقتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تنادي برفع علم الإمارات عاليًا فوق أبنية المؤسسات والشركات الخاصة والعامة والمنازل، هذا الرفع ليس مجرد فعل رمزي، بل هو تعبير صريح وعميق عن مدى انتماء الإماراتيين والمقيمين واعتزازهم بوطنهم.
وختامًا، نرى أن يوم العلم الإماراتي ليس مجرد احتفالية بالألوان والرموز، بل هو احتفاء بروح الأمة وتلاحمها، هو يوم يذكرنا بأن العلم هو رمز للفخر والسيادة والوحدة، وأن كل قطرة عرق وتضحيات من الأسلاف تنبض في هذا القماش الذي يرفرف عاليًا في السماء.
