ست الدار: علامة أزياء سعودية بلمسات مصرية
تصميم الأزياء هو مجال يتطلب الكثير من الشغف والإبداع، ويتيح للمصممين التعبير عن أنفسهم من خلال ابتكار تصاميم جديدة ومبتكرة تلبي احتياجات المجتمع وتعكس ثقافته فهو فن قبل أن يكون مهنة، وهذا بالضبط ما حرصت عليه مصممة الأزياء السعودية لبنى الغرير عبر تصميماتها المختلفة، فهي ليست مجرد مصممة أزياء تقليدية، بل هي فنانة لديها عين تلتقط كل موروث شعبي جميل وتحوله إلى زي وخط ملابس، في هذا المقال نتعرف أكثر عليها وعلى العلامة الخاصة بها ست الدار.
علامة ست الدار في سطور
تعتبر علامة “ست الدار” للمصممة السعودية لبنى الغرير واحدة من العلامات البارزة في عالم الأزياء والتصميم داخل أروقة المملكة العربية السعودية، ومنذ تأسيسها وهي تقدم تجارب ثقافية تحويلية تعكس التراث السعودي بلمسة عصرية.
وتستلهم لبنى تصاميمها من البيئة السعودية الغنية والتراث العالمي الوفير، مع التركيز على إبراز الجوانب الثقافية والفنية.
أحدث مجموعة لعلامة ست الدار
تحتفي أحدث تصاميم ست الدار برحلة الحج المقدسة، حيث تعاونت مع الفنان المصري عيد السلواوي لتقديم مجموعة مستوحاة من جداريات الحج في صعيد مصر، وخاصة في أسوان.
تتميز المجموعة الجديدة من ست الدار بأنها تحمل قصصًا فريدة تعكس عناصر الثقافة النوبية وجدارية الحج. كل قطعة من المجموعة تروي قصة مختلفة، مستوحاة من عناصر مثل الكف، الهلال، النخلة، المراكب الشراعية، وأزياء أهالي النوبة من نساء ورجال.
معرض سلواوا وعلامة ست الدار
تعتبر لبنى الغرير من الشخصيات الملهمة في عالم التصميم، حيث تجمع بين الإبداع والاهتمام بالتراث، مشاركتها في معرض “جداريات سلواوا” تعكس شغفها بالأزياء والفن، وتبرز قدرتها على تحويل التراث إلى تصاميم عصرية تلهم الجميع.
ففي هذا المعرض انشأت هذه الجداريات مُعبرة عن الحجاج العائدين من مكة من خلال تزيين منازلهم بأعمال فنية جميلة تُظهر عناصر مختلفة من رحلة الحج، بما في ذلك وسائل النقل مثل الطائرات، والحافلات، والخيول، والجمال، بالإضافة إلى الطقوس والمعالم المهمة مثل الكعبة المشرفة والحجاج الذي يرتدون ملابس بيضاء.
علامة ست الدار والإلهام المصري
استوحت لبنى الغرير صاحبة علامة ست الدار أفكار المجموعة الجديدة (مجموعة الحج) من مصر وخاصة من منطقة الصعيد، وذلك عندما التقطت عيناها أنواع الفن الجميل في مصر في صور متعددة، والذي ألهمنا للبدء في تصميم قطع الملابس على الفور، لأنها أدركت حينها أن الفن الذي رأته، هو جزء من التراث الشعبي لأهالي الصعيد، ويستخدم للاحتفال بعودة الحجاج من تأدية مناسك الحج. لذلك، قامت بزيارة أحد الرسامين البارزين في هذا المجال في قرية سلوا بحري بمدينة أسوان المصرية، لاستلهام تصميمات المجموعة الجديدة من جدران المنازل النوبية، والتي تم عرضها في المعرض الثقافي، قدما أيضًا بجانب مجموعة الحج مجموعة الأزياء النوبية مُستوحاه من البيئة نفسها.
أما بالنسبة للبنى الغرير نفسها فهي تجد نفسها متأثرة بالفنانة القديرة عزة فهمي، وذلك بسبب نشاطها المجتمعي الدؤوب وحسها العالي بالمسئولية تجاه مجتمعها، إذا أنها اقامت مؤسسة تهدف إلى تعليم وتدريب الشباب في مجال الحرف اليدوية ومن ثم توفير فرص عمل لهم وخلق حياة سوية لهم كل ذلك بجانب كونها واحدة من أهم رواد الأعمال ومن أهم السيدات الناجحات في الوطن العربي.
وأخيرًا تستمر علامة ست الدار في تقديم تصاميم مميزة تعكس التراث السعودي بلمسة عصرية، وتساهم في نشر الثقافة والفن السعودي على مستوى عالمي. إنها حقًا علامة تستحق الإشادة والتقدير، لأنها تعتبر من الرائدات في خلق تجربة فريدة تجمع بين الأصالة والابتكار.